نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1101
[منزلة سعيد بن حميد]
ولسعيد بن حميد حلاوة فى منظومه ومنثوره، لكنه قليل الاختراع، كثير الإغارة على من سبقه؛ وكان يقال: لو رجع كلام كل أحد إلى صاحبه لبقى سعيد ابن حميد ساكتا.
وفيه يقول أبو على البصير:
رأس من يدعى البلاغة منى ... ومن الناس، كلهم فى حرامّه
وأخونا ولست أكنى سعيد ب ... ن حميد تؤرخ الكتب باسمه
هذا المعنى ينظر إلى قول منصور الفقيه وإن لم يكن منه:
تضيق به الدنيا فينهض هاربا ... إذا نحن قلنا: خيرنا الباذل السّمح
فإن قيل: من هذا الشقى؟ أقل لهم ... على شرط كتمان الحديث: هو الفتح
وكان سعيد يهوى فضل الشاعرة؛ فعزم مرة على سفر، فقالت له:
كذبتنى الودّ أن صافحت مرتحلا ... كفّ الفراق بكفّ الصبر والجلد
لا تذكرنّ الهوى والشوق لو فجعت ... بالشوق نفسك لم تصبر على البعد
وكان سعيد عند بعض إخوانه، فنهض منصرفا وأخذ بعضا دتى الباب، وأنشأ يقول:
سلام عليكم، حالت الكأس بيننا ... وولّت بنا عن كل مرأى ومسمع
فلم يبق إلا أن يصافحنى الكرى ... فيجمع سكرا بين جسمى ومضجعى
وقال [سعيد] :
أرى ألسن الشكوى إليك كليلة ... وفيهنّ عن غير الثناء فتور «1»
تقيم على العتب الذى ليس نافعا ... وليس لها إلا إليك مصير
وما أنت إلّا كالزمان تلوّنت ... نوائب من أحداثه وأمور
فإن قلّ إنصاف الزمان وجوده ... فمن ذا على جور الزمان يجير
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1101